مجموعة صوت آخر يذاع صيتها في الولايات المتحدة
عضو المجموعة، روني كيدار، من نتيف هعسرا تكتب عن لقاءاتها وخطاباتها المتعددة خلال زيارتها للولايات المتحدة في فبراير ومارس 2013

روني كيدار

في 19 فبراير 2013 وصلت في فينيكس، المحطة الأولى لي في جولة الخطابات التي كنت على وشك البدء بها، والفضل يرجع للشراكة معاً واتحاد الجاليات اليهودية في فينيكس، وتوكسون وسياتل.

لقد كنت متحمسة جداً للرسالة التي جلبتها معي من وطني، وهي أنه ليس هناك تناقض بين كوني صهيونية مؤيدة لإسرائيل وكوني أشعر بضرورة التأكد من منح جيراننا الفلسطينيين الحق في أن يكون لهم وطناً خاصاً بهم، ليس بدلاً من إسرائيل ولكن جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

في 20 مارس، كان علي إلقاء كلمة في مهرجان الأفلام الوثائقية بعد عرض فيلم "رصاصة فارغة". فاخترت أن أتحدث عن تجربتي في العام 1982 – عندما تم إجلاء شمال سيناء حيث كانت قريتنا الأصلية. نتيف هعسرا كانت نتيجة للانسحاب من غزة في العام 2005 كما تم توضيحه في الفيلم. لقد حاولت عرض ما يمكن حدوثه للناس الذين يمرون بمثل هذه الصدمة – سواء الاستسلام لعمق الألم والغضب والانتقام، أو الارتقاء بالنفس والتطلع للمستقبل بكل أمل. كان النقاش جيداً بعد إلقاء كلمتي، البعض اتفق معي والبعض الآخر لم يتفق، حتى أنه كانت هناك إمرأة قالت بأنها كانت تفكر في عدم الحضور للاستماع لي لأنها تؤيد إسرائيل، وأنها سعدت جداً بحضورها، وأضافت أنها تنوي الانضمام لي في كلمة أخرى.

وصباح الجمعة قمت بزيارة مدرسة مترو الغربية الثانوية. كانت هناك ثلاث لقاءات، مدة كل لقاء 45 دقيقة لحوالي 70-80 من البنين والبنات في كل لقاء، جميعهم من خلفيات صعبة، والكثير منهم لم يكن يعرف أين تقع إسرائيل ناهيك عن غزة. ساد الصمت الشديد في القاعة خلال اللقاءات، ولاحظت كيف كان جميعهم آذان صاغية. وأظهرت الأسئلة بعد النقاش الطريقة المذهلة التي تفهموا بها العداء في المنطقة والتي تشبه حالات مماثلة واجهها البعض منهم.

مكثت في فينيكس ثمانية أيام، ألقيت فيها سبع خطابات في كافة المواضيع:

• في مهرجان الأفلام الوثائقية بعد عرض فيلم "رصاصة فارغة"
• في مدرسة مترو الغربية الثانوية حيث كانت هناك ثلاث لقاءات لحوالي 70-80 من البنين والبنات في كل لقاء، جميعهم من خلفيات صعبة، والكثير منهم لم يكن يعرف أين تقع إسرائيل ناهيك عن غزة.
• في مركز النساء التعليمي،
• في مركز الجالية اليهودية، (شباب بني بريث) ومراهقي الثانوية العبرية.
• فعاليات تتويج نساء نيو يورك، جمهور من الكبار، في معبد بيث شالوم في الوادي الغربي، في صن سيتي، كانت ناجحة جداً، وردود الفعل كانت عظيمة. في هذه الفعاليات، التقيت بالسيد أوسيه أويامندان الذي يعمل حالياً على إخراج فيلم وثائقي عن مجموعة صوت آخر. قام السيد أويامندان بتصوير الفعاليات وأجرى معي مقابلة بعدها.
• في وقت لاحق من ذلك المساء ألقيت خطاب لعدد من الطلاب في هيليل، جامعة أريزونا.

في نهاية الأمر تمكنت من التأثير على فئات متنوعة من الناس من جميع الأعمار ومختلف الخلفيات.
المحطة التالية كانت توكسون، حيث كان من المقرر أن أقضي بها سبعة أيام، لإلقاء من 2-5 خطابات يومياً تتضمن مقابلة تليفزيونية مع الحاخام كوهان على محطة تو.

اليهودية، برنامج أسبوعي، وبرنامج آخر في ذكراهم السنوية العاشرة في مسرح فوكس. التقيت مع طلاب من جامعة أريزونا ومدرسة إعدادية، وطلاب مدرسة ثانوية، كما التقيت بتجمعات مختلفة من مختلف الإنتماءات السياسية.

قامت أيضاً صحيفة أريزونا بوست اليهودية بإجراء مقابلة معي، نشرت في 11 مايو 2013.

هنا أيضا شعرت بأنني تمكنت من التأثير على الناس بطرق مختلفة، من طلاب الصف الثامن الذين سيأتون إلى إسرائيل في الصيف، وطلاب من جامعة أريزونا الذين يدرسون دراسات شرق أوسطية، إلى مجموعات من الكبار، ومعابد يهودية وكنائس. بالتأكيد كان لمجموعة صوت آخر مكان هام على جدول الأعمال.

في 8 مارس، وصلت في سياتل. في ذلك المساء الجميل ألقيت خطاباً يوم الجمعة بعد الخدمات الليلية في هيليل. ومرة أخرى التقيت مع طلاب متحمسين يريدون معرفة المزيد عن إمكانيتنا العيش تحت التهديد المستمر للقذائف والصواريخ، وفي نفس الوقت نكون ضد الانتقام العنيف .. التقيت ب 14 مجموعة وتجمعات مختلفة – من جميع الأعمار من طلاب المرحلة الإعدادية لطلاب الجامعات والمتقاعدين. كما التقيت مع أناس اعتقدوا أن آرائي بعيدة جداً على الجانب الأيسر، وأناس آخرين اعتقدوا أن آرائي ليست بعيدة بما فيه الكفاية. في جميع الأحوال، شعرت في نهاية اللقاءات وأثناء المناقشة، أنه كان هناك تفهم لما كنت أحاول توضيحه.

ماذا يمكنني أن أقول أكثر؟ لقد عدت وانا أشعر بأن رسالتي اُستقبلت بشكل جيد وردود الفعل التي حصلت عليها كانت مذهلة. أعتقد أنني تمكنت من توصيل فكرة أنه يمكن للمرء أن ينتقد وفي نفس الوقت أن يحب ويدعم ، ويمكن أن يكون صهيونياً وفي نفس الوقت يتمنى حياة أفضل لجيرانه، ويمكن أن يعترف بالأخطاء والظلم عند ارتكابهم، بدون أن يُعتبر خائناً، وذلك من أجل أن يحسنوا من أنفسهم ويمضوا قدماً بطريقة أفضل. كما أوضحت أيضاً أنني لا أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الصراع الدائم وأن رقصة التانغو تحتاج لإثنين معاً، ولكن سيكون لصالحنا أن نحاول إيجاد طريقة جديدة في التفكير، ووضع استراتيجية جديدة لأنه من الواضح أن ما نقوم به الآن لن يوصلنا إلى أي مكان على الإطلاق، بل يعمق من الألم والكراهية والانتقام.

لقد شعرت بأنني أوصلت رسالتي بصوتٍ عالٍ (وإن لم يكن عالياً جداً) وبوضوح حتى وإن لم يتفق الجميع معي، ولكن ذلك يعتبر جيداً أيضاً، بالطبع. وكنت واثقة تماماً من شيء واحد، ألا وهو أنني مُنِحت فرصة ثمينة للقاء العديد من الأشخاص الرائعين في رحلة حياتي...